إن القبور مزار سوف تسكنه ... عما قليل وما الأعمار كالحُقُب
فروضة من رياض الخلد مشرقة ... أو الجحيم .. ويا بؤساً لمنقلب
هذا النعيم إذا تطلب له شبهاً ... كذا العذاب، فأَمْر غاية العجب
كنائم سُرّ في أحلام نومته ... وآخر كم رأى في النوم من كُرَب
هذا يشابه بالتقريب برزخنا ... وما المشبَّه كالمرئي عن كثب
إذا رأيت أناساً عند مقبرة ... في شُغْلِ دُنْياهمو فالدين في عطب
جوّالهم جال في هَذْر يروق لهم ... وسامع الهذر ظن القوم في طرب
أسلافنا كلهم بالغم مشتمل ... عند القبور لأمر ليس باللعب
تذكّروا الموت إذ يأتي فيفجؤهم ... لأنهم بالدُّنى كانوا كمغترب
إن مات ميْتٌ ترى الأحزان شاملة ... أين المعزّى فكل القوم في رهب-!!
في داخل القبر أهوال مهوِّلة ... من عاين القبر لم يرغب بمنقلب
إلا ليعمل أعمالاً تكون له ... ذُخْراً إذا جاء وعد ليس بالكذب
من لم تعظه قبور سوف يسكنها ... فعقله تائه لاه بمستلب
حال الجنائز -يا من غُرَّ- قائلة: ... إحذر!! فإنك يا مغرور بالطلب
لا تُلْهِينّك دنياً سوف تتركها ... وآخر الأمر محمول على الخشب
من حين جئت إلى الدنيا فمُتَّجه ... نحو القبور ولو أمعَنْت بالهرب
هذي الحقيقة يا من غرّه أمل ... قد جاوز الأجل المخطوط بالكتب
أنفاسنا والخُطى عدّا بلا خطأ ... معاول هادمات عُمرنا الخرب
من كان يضحك والأجداث ترقبه ... فأمره عجب يدعو إلى العجب! (?)