وفيه من الفائدة أن الإصغاء إلى الباطل والشُّبه وفتح القلب لذلك يُسبب التباس الحق بالباطل والتخبط في الحق، وهذا مطابق لما فُتح في زماننا من علوم دخيلة على علم الرسول مزاحمة له فقد أحدثت من التخبيط ما يُناسب هذا التخليط.
ثم ذكر رحمه الله أن الروح تعذب بتلك الاعتقادات والشُّبه الباطلة وينضاف إلى ذلك عذابها بتلك الإرادات والشهوات التي حيل بينها وبينها، وينضاف إلى ذلك عذاب آخر يُنشئه الله لها ولبدنها من الأعمال التي اشتركت معه فيها، وهذه هي المعيشة الضنك في البرزخ والزاد الذي تزوّد به إليه.
والروح الزكية العلوية المحقة التي لا تحب الباطل ولا تألفه بضد ذلك كله تنعم بتلك الاعتقادات الصحيحة والعلوم والمعارف التي تلقتها من مشكاة النبوة، وتلك الإرادات والهمم الزكية وينشئ الله سبحانه لها من أعمالها نعيماً يُنعمها به في البرزخ فتصير لها روضة من رياض الجنة ولتلك حفرة من حفر النار. إنتهى.
أنظر قوله: (الإعتقادات الصحيحة والعلوم والمعارف التي تلقتها من مشكاة النبوة) يتبين لك ما هو العلم الذي تَسْعد الأرواح وتُنَعَّم به، وأنه المتلقى من مشكاة النبوة والعلوم والاعتقادات التي تعذب بها وأنها ما سوى ذلك.