قد تتطلّع بعض النفوس الجاهلة إلى حصول كرامة من الكرامات بما يخرق العادة المطّردة في السنن الكونية، فهذا للنفوس فيه تعلّق كبير.
وإنما ينبني هذا التطلع على أمرين:
أحدهما: جهل العبد بربه وبنفسه، ولو عرف ربه ونفسه كما ينبغي لم يخطر بباله مثل هذا فضلاً عن أن يطلبه أو يتعرض له، وفي هذا الكتاب بعض التعريفات بهذين الأصلين العظيمين مما يجعل العبد الموفق يستحيي من ربه بل ويخاف أن يخطر بباله مثل هذا لِعلمه بعظم حق الله عليه وأنه لا يقدر على تأديته ولعلمه بنفسه الظلومة الجهولة كيف واللفظ نفسه يُفْهم معنى التكريم بالخارق ومن رأى أنه يستحق التكريم من ربه فهو جاهل بربه وبنفسه، قد لبس من الإعجاب إزاراً ورداءاً.
الثاني: تعظيم شأن الكرامة ومن تحصل له أو تجري على يديه وهذا جهل أيضاً لأنها قد تحصل لمن هو أضعف إيماناُ ممن لم تحصل له