والأوبئة المخيفة، كل هذا يُحال إلى أسباب طبيعية مفصولة عن مسببها المكوّن لها ولأسبابها، وهذا نذير شر؛ ثم إنه لا يتغير شيء في أحوال الناس سواء من رأى الآيات بعينه ومن سمع بها فكل شيء على حاله وقد قال تعالى: (وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً) وإذا لم تكن ثمرة التخويف تغيّر الأحوال مما يسخط الله إلى ما يرضيه وإلا يكون لنا نصيب من قوله تعالى: (وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ) (وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ مِّنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلاَّ كَانُواْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ).
قال ابن القيم رحمه الله: الخوف من أجلّ منازل الطريق وأنفعها للقلب، وهو فرض على كل أحد.
قال الله تعالى: (فَإيَّايَ فَارْهَبُونِ) وقال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ) الآيات.
قال الجنيد: الخوف توقع العقوبة على مجاري الأنفاس.
وعلى قدر العلم والمعرفة يكون الخوف والخشية كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إني أعلمكم بالله وأشدكم له خشية) وفي رواية (خوفاً).
قال أبو حفص: الخوف سَوْط الله يقوِّم به الشاردين عن بابه.