قد تبين أن مرض القلب يتعين ويتشخّص كما تتشخص أمراض الأعضاء وتتعيّن، وذلك بأن يتعذر عليه ما خلق له من معرفة الله ومحبته، ومرضه ليس كمرض الأعضاء في الأهمية والخطر.
وقد ذكر ابن القيم أن الإنسان قد يشعر بمرض قلبه ولكن يشتد عليه تحمّل مرارة الدواء والصبر عليها، فهو يُؤْثر بقاء ألمه على مشقه الدواء، فإن دواءه في مخالفة الهوى، وذلك أصعب شيء على النفس وليس لها أنفع منه.
وتارة يُوَطّن نفسه على الصبر ثم ينفسخ عزمه ولا يستمر معه لضعف علمه وبصيرته وصبره، كمن دخل في طريق مَخُوف مُقْضٍ إلى غاية الأمن، وهو يعلم أنه إن صبر عليه انقضى الخوف وأعقبه الأمن.
فهو محتاج إلى قوة صبر وقوة يقين بما يصير إليه، ومتى ضعف صبره ويقينه رجع من الطريق ولم يتحمل مشقتها ولا سيّما إن عَدِمَ