مهماتها وتتوكل عليه في مصالحها وتلجأ إليه وتطمئن بذكره وتسكن إلى حبه، وليس ذلك إلا الله وحده.
ولهذا كانت أصدق الكلام، وكان أهلها أهل الله وحزبه والمنكرون لها أعداؤه وأهل غضبه ونقمته.
فهذه المسألة قطب رحى الدين الذي عليه مداره، وإذا صحّت صحّ بها كل مسألة وحال وذوق.
وإذا لم يُصحّحها العبد فالفساد لازم له في علومه وأعماله وأحواله وأقواله، ولا حول ولا قوة إلا بالله. إنتهى.
الكلام في المحبة أذكره لبيان التوحيد، ولأن الموانع عنها والقواطع لا تحصى في زماننا هذا، ولا يلزم من الوصف الإنصاف، ولا من العلم الحال وإنما أسأل الله أن يمنّ بذلك، والأجدر بنا الخوف.
وقال ابن القيم: فأصل العبادة محبة الله بل إفراده بالمحبة وأن يكون الحب كله لله فلا يُحب معه سواه، وإنما يُحب لأجله وفيه كما تحب أنبياءه ورسله وملائكته، وأولياءه، فمحبتنا لهم من تمام محبته، وليست محبة معه، كمحبة من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله.