تقدم ذكر فقر العبد إلى ربه وهنا يأتي ذكر الغنى وأنه قسمان: عال وسافل.
قال ابن القيم رحمه الله: فالغنى السافل الغني بالعواري المستردة من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث.
وهذا أضعف الغنى فإنه غِنى بظل زائل وعارية ترجع عن قريب إلى أربابها فإذا الفقر بأجمعه بعد ذهابها وكأن الغنى بها كان حلماً فانقضى. إنتهى.
وصف الغنى السافل بالعواري المستردة من أبلغ الوصف فالمعنى مطابق غاية المطابقة.
فالإنسان إذا تفكر في نفسه وغيره حين وُلد وليس معه شيء فكبر فأتاه ما أتاه من هذه الأعراض الدنيوية وتصرّف بها ثم جاءه الموت فخرج من الدنيا كما جاء.