ولا تستطل هذه المقدمة، فإن ما ذكرناه فيها من كلام ابن القيم وما سنذكره أيضاً من كلامه -بمشيئة الله تعالى- مما يُهمُّ السالك أمر حارت به العقول، ولا تمكن معرفته إلا بقبس من علم الرسول، وقد أنكر عذاب القبر ونعيمه جَهَلة وضُلاّل زماننا -على وجه الخصوص-، وقد ورثوا ذلك من الملاحدة.
كما أنه يتفرّع من هذا العلم معرفة شأن يأجوج ومأجوج، وأن من أنكر وجودهم خلف السدّ وزعم خروجهم مخطئ أقبح الخطأ، وقد كتبت في ذلك كتاباَ هو (إبطال دعوى الخروج ليأجوج ومأجوج) (?). كذلك يتبين من هذه المقدمة خطأ من أنكر وجود الدجال، والذي صحّ الخبر بوجوده حالياً، كما ورد في الحديث المرفوع الذي أخرجه مسلم عن تميم الداري -رضي الله عنه-، كذلك فإن ما في هذه المقدمة أنموذج لِعِلْم ذلك الإمام العظيم ليطلعك على ما ورائها من علمه وفقهه في السلوك على الصراط المستقيم حيث أن أكثر ما في هذا الكتاب من كلامه.
ثم إن من دقائق ثمرات العمل بمقتضى علم السلوك هي كالتالي:
1 - معرفة النفس ومعرفة عبوديتها لله تعالى، وأن هذا هو المقصود بعلم السلوك حيث هو العبودية.