أما أدلة تحريم حلق اللحية فهي أشهر من أن تذكر، وما زال أهل يذكرون ذلك ويكتبون فيه، فالنصوص هي الأصل، لكن كثيرين في وقتنا لم يعرفوا قدر نعمة الله عليهم برسالة هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، ويظنون أن مصدر الشريعة والأوامر والنواهي مجرد التكليف للمعاوضة والامتحان، ولم تنفذ قُوى بصائرهم إلى ما في ضمن ذلك من الإحسان والرحمة والنعمة والحكمة، والأمر جليل وفوق علمنا، لكن هذه إشارة وفي جانب واحد، وهو الذي عليه مدار حلق اللحية وقصها حيث المطلوب تحسين الصورة، وكل من خالف حكمه الإله في خلقه أو أمره عومل بنقيض قصده، وهذا ظاهر في كل مخالفة، ولذلك فمخالفة الأمر في اللحية يكسو الوجه كآبة وقبحاً وظلمة ووحشة، يرى ذلك واضحاً من جلّى الله بصيرته.
روى البخاري في صحيحه برقم (5553) واللفظ له، ومسلم برقم (259) عن عبد الله بن عمر -رضي الله