وحسن الصلاة والزكاة والدين كله أوامره ونواهيه .. من أعظم ما يفتح أبواب المعرفة ويثبت الإيمان ويقويه، وبهذا الاستقراء المبني على التفكر السليم يفوز الموفق بنتائج باهرة تخرجه من ظن أن الشرعة لمجرد الأمر والنهي، أو أن الخلقة قابلة للاستدراك على الخالق بتحسين صورتها.
وتأمل قوله تعالى: (يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ) (?) .. فإن من يظن أن شريعة رب العالمين مجرد أمر ونهي بلا استحسان فطري للمأمور واستقباح فطري للمنهي كما هو ظاهر في الخلق لم يعرف الشريعة كما ينبغي! .. وقد تكلم ابن القيم في هذه الآية فقال عمّن ينفي الحسن والقبح الفطريين عن شريعة أحكم الحاكمين: (وهل حاصل ذلك زائد على أن يقال: يأمرهم بما يأمرهم به وينهاهم عما ينهاهم عنه، وهذا الكلام ينزه عنه كلام آحاد العقلاء، فضلاً عن كلام رب العالمين.