عليه والتحريض, وهيئوا له أسباب الجريض1 وأرسل بذلك إلى الأحساء والحرمين والبصرة فلم ينل من مراده سوى الخزي والعار والحسرة, ولم يحصل من مراده بغير العثرة, ولقد كاد وشنع وعادى وجشر2 علماء السوء ونادى وكذب عليه وبهت وزور وجد في دحض الهدى وشمر وسعى وفي إبطاله3 وما قصر وبعث الطروس4 منزعه بالباطل والمين5 إلى علماء الحسا والبصرة والحرمين فقاموا معه فورا بالإنكار وأفتوا للحكام والسلاطين والأشرار بأن القائم بدعوة التوحيد ... ليس له في الحق تثبت ولا قرار, وأنه من لظى الجحيم والنار على شفا جرف هار، بل جزم أكثر علماء الأمصار في تلك الأزمان والأعصار بأن هذا المبين لآثار السلف الأخيار المتبع لهدي نبيه المختار من أقبح الضلال والفساق والكفار وأشر الخوارج والفجار, وحسبوا أنهم إذا حرشوا عليه الحكام يجدون في قتله ويجتهدون فيفوزون حينئذ بما كانوا يؤملون, ولقد عرفوا أن الذي جاء به الحق ولكنهم كانوا يكتمون: {يُرِيدُونَ أَنْ