لقد أشار الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله إلي هذه الدرجة النهائية من الإنكار في رسالته لسويدي1 قائلا فيها:
"وأنا أرجوا أن يكرمك الله بنصر دينه ونبيه وذلك بمقتضى الاستطاعة ولو بالقلب والدعاء وقد قال صلى الله عليه وسلم: "إذا أمرتكم بأمرٍ فأتوا منه ما استطعتم" 2 3.
قال الإمام ابن حزم رحمه الله: "واتفقوا في وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالقلوب"4ا. هـ.
لقوله صلى الله عليه وسلم: " ... فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان" 5.
فالحديث الشريف يدل أنه إن لم يستطع الإنكار بلسانه لوجود مانع كخوف فتنة أو خوف على نفس أو عضو أو مال محترم أو شهر سلاح, فبقلبه ينكره وجوبا بأن يكرهه به ويعزم أنه لو قدر بقول أو فعل فعل, وهذا واجب عينيا على كل أحد بخلاف الذي قبله, فأفاد الخبر وجوب تغيير المنكر بكل