كما حذر أهل السنة والجماعة من الوقيعة في أعراض الأئمة, والتنقص لهم, أو الدعاء عليهم, لأن هذه الأمور من أسباب وجود الضغائن والأحقاد بين الولاة والرعية, ومن أسباب نشوء الفتن والنزاع في صفوف الأمة1.

قال الإمام الطحاوي رحمه الله: " ولا نرى الخروج على أئمتنا ولاة أمورنا وإن جاروا, ولا ندعوا عليهم, ولا ننزع يدا من طاعتهم, ونرى طاعتهم من طاعة الله عز وجل فريضة ما لم يأمروا بمعصية , ندعو لهم بالصلاح والمعافاة"2 اهـ.

وقال الفضيل بن عياض3 رحمه الله: " لو أن لي دعوة مستجابة ما صيرتها إلا في الإمام, قيل له: كيف ذلك يا أبا علي؟ قال: متى ما صيرتها في نفسي لم تحزني, ومتى صيرتها في الإمام فصلاح الإمام صلاح العباد والبلاد"4.

وروى ابن كثير أن رجلا من المبتدعة يقال له: ابن البلخي وشى إلى الخليفة المتوكل شيئا فقال: إن رجلا من العلويين قد آوى إلى منزل أحمد بن حنبل وهو يبايع له الناس في الباطن, فأمر الخليفة نائب بغداد أن يكبس5 منزل أحمد من الليل, فلم يشعروا إلا والمشاعل قد أحاطت بالدار من كل جانب حتى فوق الأسطحة, فوجدوا الإمام جالسا في داره مع عياله, فسألوه عما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015