ولكن هذا لا يعني أن يتقاعس المحتسب عن احتسابه إذا رأى في نفسه قصورا فذلك من كيد الشيطان له ليصرفه عن طريق الخير الذي يسلكه.

قال ابن كثير رحمه الله في تفسير الآية السابقة:

" فكل من الأمر بالمعروف وفعله واجب, لا يسقط أحدهما بترك الآخر على أصح قولي العلماء من السلف والخلف. وذهب بعضهم إلى أن مرتكب المعاصي لا ينهى غيره عنها, وهذا ضعيف, وأضعف منه تمسكهم بهذه الآية, فإنه لا حجة لهم فيها, والصحيح أن العالم يأمر بالمعروف, وإن لم يفعله, وينهى عن المنكر وإن ارتكبه ولكنه- والحالة هذه- مذموم على ترك الطاعة وفعله المعصية, لعلمه بها ومخالفته على بصيرة, فإنه ليس من يعلم كمن لا يعلم, لهذا جاءت الأحاديث في الوعيد على ذلك"1 اهـ.

عن أبي وائل2: قال: قيل لأسامة لو أتيت فلانا3 فكلمته, قال: إنكم لترون أني لا أكلمه, إلا أسمعكم إني أكلمه في السر دون أن أفتح باباً لا أكون أول من فتحه ولا أقول لرجل أن كان عليَّ أميراً إنه خير الناس بعد شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا وما سمعته يقول؟ قال سمعته يقول: " يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق4 أقتابه5 في النار فيدور كما يدور

طور بواسطة نورين ميديا © 2015