العلم بعد الإخلاص أهم ما ينبغي على المحتسب أن يتزود به, فهو المصباح الذي يضيء الطريق لحامله فيبصر من خلال ضوئه طريق الخير وطريق الشر.
قال تعالى: {وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} 1.
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: "أي: وليعلم الذين أوتوا العلم النافع الذي يفرقون به بين الحق والباطل, والمؤمنون بالله ورسوله أن ما أوحيناه إليك هو الحق من ربك"2اهـ.
وليس العلم غاية في حد ذاته إنما هو وسيلة مثلى للغاية الحقيقية من خلق الإنسان وهي عبادة الله عز وجل, فالعلم يورث الإيمان والإخبات والخضوع كما في الآية السابقة ويروث الخشية في قوله تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} 3 لذلك وجب طلب ذلك العلم.
قال صلى الله عليه وسلم: "طلب العلم فريضة على كل مسلم" 4.