هذا، وقد قوَّمَهُ أخي الحبيب الشيخ أبو تراب ـ حفظه الله ـ في ترجمته لدينا بـ " دار التأصيل " على أنه (صدوق) ، وهذا تقويم أعتزُّ به، والحمد لله رب العالمين.
4ـ أبو معاذ:
تقدم أن الحافظ الطبراني ـ رحمه الله ـ عَقَّبَ على الحديث في "الأوسط"
(5884) بقوله: " لم يرو هذا الحديث عن أبي بشر إلا أبو معاذ، وهو سليمان ابن أرقم ".
قلت: للوهلة الأولى حاك هذا الجزم في تعيين أبي معاذ هذا على أنه سليمان ابن أرقم ـ أحد المتروكين ـ حاك في صدري، ولم يركن إليه قلبي الضعيف.
فلما بحثت فيما تيسر من مظآنٍّ لم أجد الحافظ المزيّ ـ رحمه الله ـ يذكر (سليمان بن أرقم) في جملة شيوخ (مصعب بن المقدام) ولا مصعباً في جملة الرواة عن ... ابن أرقم، ولا أبا بشر الواسطي ـ جعفر بن إياس ـ في جملة شيوخ ابن أرقم، ولا ابن أرقم في جملة الرواة عن أبي بشر في تراجم الثلاثة من "تهذيبه"!
كما نظرت في عدة تراجم لابن أرقم في كتب " الضعفاء " فلم أهتد إلى شيء من ذلك.
فلم يكن لَدَيَّ أَدْنَى قرينة يترجح بها هذا القول.
فما زلت منشغلاً ومهموماً بهذه القضية، حتى لاح لي أنه لن يشفي نهمتي بشأنها سوى الحافظ الذهبي ـ رحمه الله ـ في كتابه القيم ـ على اختصاره ـ: