المدة التي تلت خروج الحلقة الأولى من هذه السلسلة التي أرجو الله ـ عز وجل ـ أن يبارك لي فيها، وكانت: (حديث " قلب القرآن يس " في الميزان) .

وكان ذلك لأسباب يطول ذكرها، والتي يعلم الكثيرون منها: المعاناة من اشتداد (مرض السكريِّ) لكنه ـ بلطف ربي وفضله ـ لم يعقني تماماً عن البحث والدراسة، ولو كنت من أنصار الاستعجال في التصنيف لرُؤي لي العديد منها.

ولاشك أن طالب العلم ـ بمضي الزمان ـ يتلقى معارف واستفادات

ويحصل ثماراً طيبة أثناء بحثه في العمل، ومحادثته مع إخوانه.

أما بخصوص هذا الحديث، فقصته معي قديمة.

فمنذ أيام الشباب، وأنا أقف ـ من حين لآخر ـ على قول الحافظ الهيثمي ـ رحمه الله ـ فيه: " رجاله ثقات "، واستشهادِ آخرين بهذا القول أحياناً؛ وأنا متعجب ومتحير بعض الشيء في هذا الحكم، لاسيّما أنه قد أتى عليَّ وعلى كثيرين غيري زمان كنا نظن فيه أن عبارة: " رجاله ثقات " من نحو المنذري والهيثمي تعني صحة الحديث الذي قيلت فيه.

وذلك قبل أن يمن الله ـ عز وجل ـ علينا بالشيخ العلامة أبي عبد الرحمن الألباني ـ رحمه الله وجزاه عن الإسلام والسنة خيراً ـ فيبين لنا سقم هذا الفهم، وعوار هذا المسلك.

وكنت قد جمعت عدداً كثيراً من الأحاديث التي وصفها الحافظ الهيثمي ـ رحمه الله ـ بهذا الوصف أو جوَّدَ أسانيدها أو حسنها في "مجمع الزوائد"،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015