وأنت إذا نظرت إلى سند هذا الحديث وجدتهم رجال الصحيح. ولكن البيهقي رحمه الله (ج6ص210) بعد ذكره من طريق عبد الوهاب الثقفي عن خالد الحذاء يقول: ورواه بشر بن المفضل وإسماعيل ابن علية ومحمد بن أبى عدى عن خالد الحذاء عن أبى قلابة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ مرسلا لقوله في أبى عبيدة فإنهم وصلوه في آخره فجعلوه عن أنس بن مالك عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ وكل هؤلاء الرواة ثقات أثبات والله أعلم.
وقال الحافظ في الفتح (ج7ص93) بعد ذكره من طريق خالد الحذاء عن أبى قلابة عن أنس عن النبي قال وإسناده صحيح إلا أن الحفاظ قالوا إن الصواب في أوله الإرسال والموصول ما اقتصر عليه البخاري. اهـ
يعنى آخره: (وإن لكل أمة أميناً وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح) (ج7ص92 93) وأخرج آخره مسلم (ج15ص191 مع النووي) ، وإعراض الشيخين عن أوله ولم يخرجا إلا فضيلة أبى عبيدة من طريق خالد عن أبى قلابة دليل على أن أوله معل عندهما.
45- قال ابن حبان رحمه الله: أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون، قال: حدثنا هارون بن عبد الله الحمال، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا سفيان، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أنس، قال: " وكان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ وأبو بكر، وعمر، رضوان الله عليهما، لا يجهرون بـ (بسم الله الرحمن الرحيم) "
الحديث رجاله رجال الصحيح وشيخ ابن حبان وصفه الذهبي رحمه الله في السير (ج14ص423) بأنه الحافظ المحدث الثقة.
فعلى هذا فالحديث ظاهره الصحة ولكن الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى يقول في "النكت على ابن الصلاح" (ج2ص423 بتحقيق الشيخ الفاضل ربيع بن هادى حفظه الله) : وذكر الخلال في "العلل" أن مهنا بن يحيى سأل أحمد عنه فقال: هو وَهَمٌ، حدثنى