هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن صاحب "عون المعبود"ينقل عن أبي مسعود الدمشقي في الأطراف انابا قلابة لم يسمع منهما يعني حذيفة وأبا مسعود رضي الله عنهم. اهـ
وقال المناوي في "فيض القدير"قال الذهبي في "المهذب": فيه إرسال، وقال ابن عساكر في"الأطراف": حديث منقطع لأنه من رواية عبد الله بن زيد الجرمي وهو لم يسمع منه. اهـ
وقال العلائي في"جامع التحصيل": وقد ذكر جماعة من الصحابة في ترجمة أبي قلابة منهم حذيفة والظاهر في ذلك كله الإرسال. اهـ
فقول هؤلاء الأئمة مقدم على وجادات الشيخ ناصر الدين رجفظه الله التصريح بالتحديث عند الطحاوي في "مشكل الآثار" وعند ابن مندة في "المعرفة" لأن هذين الكتابين غير مسموعين له، والكتب قد دخلها التصحيف، وهذه القاعدة لنا أن نقول الحافظ مقدم على ما نجده في الكتب لأن الكتب ليست مسموعة لنا، والله أعلم.
ثم وجدت الحافظ رحمه اله قد ذكره في "النكت الظراف" فقال بعد ذكره كلام المزي: إن أبا القاسم قال: إن أبا قلابة لم يسمع منهما، قال الحافظ: قلت في تفسير أبي عبد الله في هذا الحديث بأنه حذيفة نظر، لأن الوليد بن مسلم روى هذا الحديث عن الأوزاعي أنه حدثه قال ثنا يحيى بن أبي كثير، ثنا أبو قلابة حدثني أبو عبد الله هكذا أخرجه الحسن بن سفيان، عن دحجيم عن الوليد، فعلى فأبو عبد الله آخر غير حذيفة لأن أبا قلابة ما أدرك حذيفة.
قلت وقد اختلف فيه على يحيى بن أبي كثير اختلافاً آخر، فرواه يحيى بن عبد العزيز، عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة عن أبي المهلب أنا عبد الله بن عمر قال: يا أبا مسعود فذكره. اهـ
قال أبو عبد الرحمن: والحديث من الطريقين في "الأدب المفرد" فعلم بما قرره الحافظ رحمه الله أن يحيى بن أبي كثير قد اضطرب في شيخ أبي قلابة ولا تزال أيضاً علة