وذنبها ذنب كبش, وقوائمها قوائم بعير, بين كل مفصلين1 اثنا عشر ذراعًا, معها عصى موسى, وخاتم سليمان, ولا يبقى مؤمن إلا نكتته بعصا موسى نكتةً بيضاء, يضيء لها وجهه, ولا يبقى كافر إلا نكت وجهه بخاتم سليمان, فيسود لها وجهه, حتى أن الناس يتبايعون في الأسواق بكم يا مؤمن! وبكم يا كافر ثم تقول لهم الدابة: يا فلان أنت من أهل الجنة, وأنت من أهل النار, وذلك قوله عز وجل {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ} " 2 الآية.
[191] ولأبي داود الطيالسي في مسنده: عن حذيفة قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدابة فقال: "لها ثلاث خرجات من الدهر, فتخرج في أقصى البادية, ولا يدخل ذكرها في القرية -يعني مكة- ثم يكمن زمانًا طويلاً, ثم تخرج خرجةً أخرى دون ذلك, فيفشو ذكرها في أهل البادية, ويدخل ذكرها في القرية: مكة".
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بينما الناس في أعظم المساجد على الله حرمةً, خيرها وأكرمها على الله تعالى: المسجد الحرام, لم يرعهم إلا وهي ترغوا بين الركن والمقام, تنفض عن رأسها التراب, فأرفض الناس منها شتى, ويثبت عصابة من المؤمنين, وعرفوا أنهم لم يعجزوا الله تعالى فبدأت بهم, فجلت وجوههم حتى جعلتها كالكوكب الدري وولت في الأرض, لا يدركها طالب, ولا ينجو منها هارب, حتى إن الرجل ليتعوذ منها بالصلاة, فتأتيه من خلفه فتقول: يا فلان! الآن تصلي فتقبل عليه فتسمه في وجهه, ثم تنطلق, وتشترك الناس في الأموال, ويصطلحون في الأمصار, يعرف المؤمن