350 - أَخْبَرَنَا سَلامٌ أَبُو الْمُنْذِرِ الْقَارِئُ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَسَّانٍ قَالَ: مَرَرْتُ بِعَجُوزٍ بِالرَّبَذَةِ مُنْقَطِعٍ بِهَا فِي بَنِي تَمِيمٍ فَقَالَتْ: أَيْنَ تُرِيدُونَ؟ قُلْنَا: نُرِيدُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: فَاحْمِلُونِي مَعَكُمْ فَإِنَّ لِي إِلَيْهِ حَاجَةً، قَالَ: فَدَخَلَتِ الْمَسْجِدَ وَالْمَسْجِدُ غَاصٌّ بِالنَّاسِ وَإِذَا رَايَةٌ سَوْدَاءُ تَخْفِقُ وَبِلالٌ مُتَقَلِّدٌ بِالسَّيْفِ قَائِمٌ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَغَفَوْتُ فِي الْمَسْجِدِ فَلَمَّا دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُذِنَ لِي فَدَخَلْتُ فَقَالَ: «هَلْ كَانَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنِي بَنِي تَمِيمٍ شَيْءٌ» ؟ قُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَانَتْ لَنَا الدَّبْرَةُ عَلَيْهِمْ، وَقَدْ مَرَرْتُ عَلَى عَجُوزٍ مِنْهُمْ بِالرَّبَذَةِ مُنْقَطِعٌ بِهَا فَقَالَتْ: إِنَّ لِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَاجَةً فَحَمَلْتُهَا وَهَا هِيَ تِلْكَ بِالْبَابِ، قَالَ: فَأَذِنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلَتْ فَلَمَّا قَعَدَتْ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَجْعَلَ الدَّهْنَاءَ حَاجِزًا بَيْنَنَا وَبَيْنَ تَمِيمٍ فَافْعَلْ فَإِنَّهَا كَانَتْ لَنَا مَرَّةً، فَقَالَ: فَاسْتَوْفَرَتْ وَأَخَذَتْهَا الْحَمِيَّةُ وَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَيْنَ تَضْطَرُّ مُضَرَكَ، قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا وَاللَّهِ كَمَا قَالَ الأَوَّلُ: بِكْرٌ حَمَلَتْ حَتْفَهَا، حَمَلْتُ هَذِهِ لا أَشْعُرُ أَنَّهَا كَانَتْ لِي خَصْمًا، أَعُوذُ بِاللَّهِ وَبِرَسُولِ اللَّهِ أَنْ أَكُونَ كَوَافِدِ عَادٍ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَمَا وَافِدُ عَادٍ» ؟ قَالَ: قُلْتُ: عَلَى الْخَبِيرِ سَقَطَتْ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِيهِ» يَسْتَطْعِمُنِي الْحَدِيثُ، وَقَالَ عَفَّانُ: أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ كَمَا قَالَ الأَوَّلُ، قَالَ: «وَمَا قَالَ الأَوَّلُ» ؟ قَالَ: عَلَى الْخَبِيرِ سَقَطَتْ، قَالَ: هِيهِ يَسْتَطْعِمُنِي الْحَدِيثُ، فَقَالَ: إِنَّ عَادًا قُحِطُوا فَبَعَثُوا وَافِدَهُمْ قَلِيلا فَنَزَلَ عَلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ بَكْرٍ شَهْرًا يَسْقِيهِ الْخَمْرَ وَتُغَنِّيهِ الْجَرَادَتَانِ ـ قَالَ سَالِمٌ: يَعْنِي الْقَيْنَتَيْنِ، قَالَ: ثُمَّ مَضَى حَتَّى أَتَى جِبَالَ مهرة فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي لَمْ آتِ لأَسِيرٍ فَأُفَادِيَهُ وَلا لِمَرِيضٍ فَأُدَاوِيَهُ فَاسْقِ عَبْدَكَ مَا أَنْتَ مُسْقِيهِ وَاسْقِ مَعَهُ مُعَاوِيَةَ بْنَ بَكْرٍ شَهْرًا، وَيَشْكُرُ لَهُ الْخَمْرَ الَّتِي شَرِبَهَا عِنْدَهُ، فَمَرَّتْ بِهِ سَحَابَاتٌ سُودٌ، فَنُودِيَ مِنْهَا أَنِ اخْتَرِ السَّحَابَ، فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ لَسَحَابَةٌ سَوْدَاءُ قَالَ: فَنُودِيَ مِنْهَا: أَنْ خُذْهَا رَمَادًا رِمْدِدًا لا تَدَعْ مِنْ عَادٍ أَحَدًا، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَبَلَغَنِي أَنَّهُ لَمْ يُرْسَلْ عَلَيْهِمْ مِنَ الرِّيحِ إِلَّا كَقَدْرِ مَا يَجْرِي فِي الْخَاتَمِ، قَالَ: أَبُو وَائِلٍ: لَكَذَلِكَ بَلَغَنَا.

وَبِهِ أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ ح قَالَ الطَّبَرَانِيُّ، وحَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الأَسْفَاطِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ ح قَالَ:، وحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمَّارُ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ وَأَبُو سَلَمَةَ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالُوا:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015