تصبحوا مضغة في لهوات 1 الكفار، وانتصروا لدين الله غاية الانتصار، وتوجّهوا إلى الله تعالى بالتضرع 2 والانكسار، وإلاّ فقد تعيّن في الدنيا والآخرة حدّ الخسار.

فإن من ظهر عليه عدوّ دينه، وهو عن أوامر الله مصروف، وعلى الحطام 3 المسلوب 4 عنه ملهوف 5، لم تقم له بعد ذلك قائمة، قال تعالى: {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّة يَنْصُرْكُمْ} 6. [قال]: {كَيْفَ وَإِنْ يَظْةرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً} 7.

فمن استعدّ لعدوّه الكافر في الفسحة 8 (والمهلة) 9 وجد منفعة العدّة، ومن تقرّب إلى الله باتّباع أوامره- بالاستعداد وغيره- وجده في الشدة. والعاقل من لا يغترّ في الحروب بالسلم مع عدوّه بطول المدة، فإن الدهر يتقلّب، ويبلي 10 الجدّة، ويستوعب 11 العدّة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015