وقد تبع الصراع الحادّ بين الحكام على السلطة فتن واضطرابات بين القبائل في عهد المولى سليمان ومن أتى بعده، ومن أعظم هذه الفتن وأشدّها فتنة قبائل البربر 1، وكان ابتداؤها أولاً سنة (1226هـ) بين "آيت ادراسن" 2 و"كروان" وبين أعدائهم "آيت أومالو" 3 أهل "جبل فازاز" التي غدر فيها "آيت كروان" بإخوانهم "آيت ادراسن" وانحازوا إلى "آيت أومالو" فانهزمت "آيت ادراسن" ووضع "آيت أومالو" فيهم السيف ونهبوا خلّتهم بما فيها فقدموا إلى السلطان شاكين باكين. فأخذ السلطان المولى سليمان على عاتقه تأديبهم فقام اثر وصوله إلى "مراكش" 4 باستنفار قبائل الحوز كلها وقدم بهم إلى مكناسة، واستنفر قبائل المغرب من الاحلاف واستصحب معه البربر الذين هم في طاعته حتى لم يبقَ أحد بالمغرب، وخرج في هذا الجمع العظيم قاصداً "كروان" ولما وصل إلى الموضع المعروف "بأصروا" وبقي بينهم وبينه نصف مرحلة بحيث صار يرى محلتهم، بدا له فرجع يريد "آيت بوسي" فكان ذلك الرجوع سبب الخذلان ولما رأته عيون كروان راجعاً ظنّوا به جبناً فجرؤوا على الجيش وتبعوه من خلفه إلى أن خالطوا