مما يسمعه بأذنه، ويراه بعينه، ويعقله بقلبه (?). وهؤلاء قد سُدَّت عليهم أبواب الهدى، فلا تسمع قلوبهم شيئًا، ولا تبصره (?)، ولا تعقل ما ينفعها.

وقيل: لمَّا لم ينتفعوا بأسماعهم وأبصارهم وقلو بهم نُزِّلوا بمنزلة مَنْ لا سمع له ولا بصر ولا عقل، والقولان متلازمان.

وقال في صِفتهم: {فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ}؛ لأنهم قد رأوا في ضوء النار وأبصروا الهدى، فلما طفئت عنهم لم يرجعوا إلى ما رأوا وأبصروا.

وقال سبحانه وتعالى: {ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ} ولم يقل: ذهب نورهم، وفيه (?) سرٌّ بديع، وهو انقطاع سر تلك المَعيَّة الخاصَّة التي هي (?) للمؤمنين من الله تعالى، فإن الله تعالى مع (?) المؤمنين، و {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 153]، و {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ [ب/ ق 8 ب] اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (128)} [النحل: 128] فذهاب الله بذلك النور انقطاع لمعيته الخاصة (?) التي خصَّ بها أولياءه، فقطعها بينه وبين المنافقين فلم يبق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015