فإذا جاء إلى زبالة الأفكار ونحاتة الأذهان (?)، جال وصال، وأبدى وأعاد، وقعقع وفرقع. فإذا طلع نور الوحي وشمس الرسالة انجحر في أجحرة الحشرات.
وقوله تعالى: {فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ} اللُّجِّيُّ (?): العميق، منسوب إلى لُجَّة البحر، وهو مُعْظمُه. وقوله: {يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ} تصوير لحال (?) هذا المعرض عن وحْيه، فشَبَّه تلاطم أمواج الشُبه والباطل [ظ/ ق 5 ب] في صدره بتلاطم أمواج ذلك البحر، وأنها أمواج بعضها فوق بعض، والضمير الأول في قوله: {يَغْشَاهُ} راجع إلى البحر. والضمير الثاني في قوله: {مِنْ فَوْقِهِ} عائد إلى الموج، ثم (?) إن تلك الأمواج مغشاة بسحاب، [ب/ ق 7 أ] فههنا ظلمات (?): ظلمة البحر اللُّجِّي، وظلمة الموج الذي فوقه، وظلمة السحاب الذي فوق ذلك كله إذا أخرج مَنْ (?) في هذا البحر يده لم يكد يراها.
واختُلِف في معنى ذلك، فقال كثير من النحاة: هو نفي لمقاربة