الترتيب هو أسهلها جميعا؛ لذلك فهو الترتيب السائد في الكثير من اللغات، وعلى هديه سارت المعاجم الحديثة (?).
ثالثا: ترتيب المشتقات داخل كل مادة:
أما عن ترتيب المشتقات فهو يتمثل في وضع الكلمات والمشتقات تحت المدخل أيها يأتي أولا وأيها يأتي ثانيا. وإذا كانت المعاجم العربية القديمة قد اضطربت في ترتيب مداخلها "فإن الاختلاف بل الاضطراب أو تشتيت المشتقات تحت المدخل الواحد كان أشد وأعظم، بحيث يصعب على الباحث أن يجد منهجا واضحا اتبعه علماء المعاجم القدماء في سرد الكلمات والمشتقات داخل المادة الواحدة فقد يبدأ المعجمي بعد المدخل بذكر الفعل أو الاسم أو الصفة، وقد يبدأ بالأفعال الرباعية قبل الثلاثية وقد يقدم المجاز على الحقيقة، وقد يتكرر ذكر المشتق في أكثر من موضع، وقد يختلط المتعدي باللازم، وقد يأتي الجمع قبل المفرد، وقد تذكر الكلمات المعربة والدخيلة في مداخل مستقلة، وأحيانا تذكر مع المداخل العربية الأصل" (?).
وقد شعر كل من عانى المطالعة في المعاجم العربية – خاصة القديم منها – صعوبة في الحصول على ما يريد لغياب المنهجية في الترتيب الداخلي للمادة، ويرجع غياب هذه المنهجية إلى المنهج الذي اتبع في جمع مادة المعاجم في الأصل؛ لذلك لم يسلم منه معجم. وقد لاحظ ذلك كل من تصدى لدراسة المعاجم العربية (?). مما دفع العديد من اللغويين المعاصرين أن يقترحوا نموذجا لهذا الترتيب، وأول من نادى بذلك أحمد فارس الشدياق، حيث نعى على المعاجم العربية بصفة عامة، وعلى القاموس بصفة خاصة، خلوها من الترتيب في عرض المدخل، وكتاباه: "الجاسوس على القاموس"، و"سر الليالي" يعدان رؤية معاصرة ورائدة في أصول فن الصناعة المعجمية، وأصول الصناعة المشار