وقال السمين: " قرأ أُبَيّ "خُيَّفاً" وهو جمعُ خَائِفٍ، كضَارِبٍ وضُرَّبٍ، والأصل: خُوَّف كصُوَّم، إلا أنه أَبْدل الواوَيْنِ ياءَيْنِ وهو جائزٌ، قالوا: صُوَّم وصُيَّم " (?).
• (الشَّيَاطُونَ) (?): قراءة في قوله تعالى: {وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ} (?).
[التاج: شوط].
احتج الزبيدي بهذه القراءة على أن الشيطان (فعلان) من (شاط)، وفي (ش ط ن) حكم عليها بالشذوذ ونسبها إلى اللحن والخطأ. وقراءة الجمهور (الشياطين) جمع مكسر، أما الحسن - رضي الله عنه - فقد جعلها جمع سلامة، وقد تعددت فيها آراء العلماء فَلَحَّنَهَا جمهورهم، والتمس القليل منهم لها تخريجا، يتضح ذلك من العرض الآتي:
ويذكر الجاحظ أن الحسن غلط في حرفين جعل الثاني منهما قراءته "الشَّيَاطُونَ" (?). ويقول البغدادي: "وممَّا وهموا فيه قوله: {وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّياطُونَ} " (?).
ويرى الأخفش أن هذه الواو المذهب فيها هو الإِتْبَاعُ، يقول: "وقد قال ناس من العرب: "الشياطون"؛ لأنهم شبّهوا هذه الياء التي كانت في "شياطين" إذا كانت بعدها نون وكانت في جميعٍ وقبلها كسرة، بياء الإعراب التي في الجمع. فلما صاروا إلى الرفع أدخلوا الواو. وهذا يشبه "هذا جُحرُ ضبٍّ خَرِبٍ" فافهم" (?).
وقريب من هذا المعنى يقول أبو البقاء العكبري: " قرأ الحسن "الشياطون" وهو كالغلط شبه فيه الياء قبل النون بياء جمع التصحيح" (?).
قال الزمخشري:" قرأ الحسن: "الشياطون" ووجهه أنه رأى آخره كآخر يبرين وفلسطين، فتخير بين أن يجرى الإعراب على النون، وبين أن يجريه