2 - الخطابة: وأعني بالخطابة هنا: خطب الجمعة والعيدين والاستسقاء، وهي من شعائر الدين، وقد حدد الشرع أركانها وشروطها، ولست بصدد التفصيل في ذلك.
لكن يهمني في مثل هذا البحث الإشارة إلى أن خطب الجمعة أهم واجبات العلماء والمشايخ، وكبار طلاب العلم، وهم -بحمد الله- متوافرون في بلادنا، وأكثرهم قائم بواجبه فعلا. . لكن ليس ذلك بالقدر الكافي حيث نرى -وفي القرى والأرياف بخاصة- أنه قد يتولى الخطابة من لا تتوفر فيه الأهلية مع وجود العالم أو طالب العلم الأجدر. خاصة القضاة وخريجو العلوم الشرعية، وهذه من الظواهر التي يجب أن يُعنى بها العلماء مع الجهات المسؤولة.
3 - الفتوى: الفتوى من أعظم مهام العلماء؛ لأنهم أهل الذكر، والله تعالى يقول: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43]
وأجدر مكان تصدر منه الفتوى: المسجد؛ لأن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يسألون الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهو في المسجد أكثر من سؤالهم له فيما سواه.
كما أن الفتوى في المسجد تعم بها الفائدة لحضور طائفة من المصلين غالبا. ولذا درج المسلمون قديمًا وحديثا على اعتبار المسجد أفضل بقعة تنطلق منها الفتوى.