رابعاً: وحدة المنهج:

من الأسباب الرئيسة لتمزيق الأمة الإسلامية تعدد المناهج التي تتبعها في مجتمعاتها ... تلك المناهج التي لا صلة لها بها ولا علاقة لها بدينها ... بل هي مضادة لدينها محاربة لعقيدتها ... فكان من نتائج ذلك أن اختلفت الأمة وتعددت مناهجها ... فوقعت الفجوة بين المناهج والواقع ... وبين القيادات والشعوب ... بل بين القيادات نفسها ... فانعكست تلك الخلافات على الأمة الإسلامية.

وما لم يتحد المنهج للأمة الإسلامية فيكون منهجها واحداً كما يقتضيه دينها فإن كل محاولة لوحدة الأمة أو لجمع شتاتها فإنها محاولة خاسرة.

وهذا المنهج الذي يجب اتباعه ليس له إلا مصدر واحد وهو الله سبحانه وتعالى فهو الذي يضعه لخلقه ويحدده والبشر عبيده وخلقه لا يجوز لهم أن يختاروا أو يرفضوا وإلا فإن ذلك يعرضهم لمقته وسخطه: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِم} .

هذا هو حال المسلم مع شريعة ربه ومنهاجه، فإذا اتضحت هذه الحقيقة في أذهان المسلمين تمثلوها في واقعهم فإنه يتيسر لهم اللقاء والاتحاد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015