وكانت جميع بلدان نجد وغيرها من النواحي يسيبون جميع مواشيهم في البراري ليس لها راع ولا مرعى، وربما تلقح وتلد ولا يدري أهلها إلا إذا جاءت وولدها معها، لا يتعرض لها أحد من غير أهلها. وكان رحمه الله شديدا على الجناة وقطاع الطرق والسرَّاق شدة ليس معها تهاون.
217 - وكان أهالي نجد من جميع نواحيها في غاية الاستقامة والخوف من الله أو من عقاب عبد العزيز، وكانت الزكاة والأخماس والغنائم التي تجبى إلى الدرعية لا يحصيها العد. وكان رحمه الله تعالى يوزعها كلها على ضعفة المسلمين وفقرائهم وفي وشراء السلاح والعتاد والخيل.
218 - وكان رحمه الله تعالى كثير العطاء والصدقات، جاءه يوما خمسة وعشرون حملا من الريالات فمر عليها وهي مطروحة، فنخسها بسيفه وقال: اللهم سلطني عليها ولا تسلطها على؛ ثم فرقها.
219 - وكان رحمه الله مع هذه الشفقة شديد الهيبة في النفوس. إذا أراد هو، أو أحد أولاده الخروج إلى غزو وواعد الناس يوما معينا على مكان معين، لا يتخلف منهم أحد من بوادي الحجاز ولا العراق ولا الجنوب ومن تخلف بعث إليه واحدا من عنده فيؤدبه بالضرب، أو أخذ المال. ويعذب المجرم بأنواع العذاب ولا يستطيع أحد أن يتعرض له، أو يعين المجرم، بل كلهم مطيعون خاضعون. وكل هذا إنما كان لإقامته حدود الله تعالى، وإجراء العدل على نهجه، فلا ينال البريء شيء من السوء أو الأذى، بل ينتظر الكرامة والعطايا.
22 0- وكان حريصا كل الحرص على نشر العلم، وتعليم الناس