ثم عفروا لديه تلك الجباه والخدود، التي يعلم الله أنها لم تعفر كذلك بين يديه في السجود. ثم كملوا مناسك القبر بالتقصير هنالك والحلاق. واستمتعوا بخلافهم من الوثن إذ لم يكن لهم عند الله من خلاق. وقربوا لذلك الوثن القرابين. وكانت صلاتهم ونسكهم وقرباتهم لغير الله رب العالمين فلو رأيتهم يهنئ بعضهم بعضا، ويقول: أجزل الله لنا ولكم أجرا وافر وحظا. فإذا رجعوا سألهم غلاة المتخلفين أن يبيع أحدهم ثواب حجة القبر بحج المتخلف إلى البيت الحرام. فيقول: لا، ولو بحجتك كل عام. هذا ولم نتجاوز فيما حكينا عنهم، ولا استقصينا جميع بدعهم وضلالهم، إذ هي فوق ما يخطر بالبال ويدور بالخيال" اهـ
214 - رجع المسلمون في العجم إلى نجد فرحين بما آتاهم الله من النصر والغنائم ثم كان أن عثمان العراقي الرافضي ذهب متنكراً في زي الدراويش إلى الرياض، ونزل ضيفا على الإمام عبد العزيز وأظهر التنسك والطاعة وتعلم شيئا من القرآن، فأكرمه عبد العزيز وكساه ورتب له من يعلمه أركان الإسلام، وأقام ينتهز الفرصة لاغتيال الإمام سعود أو الإمام عبد العزيز. فحانت له في 10 رجب سنة 1218 حين كان قائماً يتظاهر بصلاة العصر في الصف الثالث وراء الإمام عبد العزيز فلما أهوى الإمام عبد العزيز للسجود انتزع الخبيث من داخل ثيابه خنجرا قد أعده لفعلته الشنعاء وطعنه به في خاصرته فضج الناس وتألبوا عليه، فحاول طعن غير الإمام، فلم يمكنوه من ذلك، وقبضوا عليه. فقتلوه ضرباً بالسيوف وحملوا الإمام إلى داره، فمات من هذه الطعنة رحمه الله.