عزيمتهم في الجهاد لهدم كل نُصُب، وطاغوت اتُّخِذَ مع الله شريكا في العبادات وجُعل لله ندا في القربات، وشأن مشاهد كربلاء، والكاظمية والنجف، ومعصومة قوم، وموسى الرضا: عند الشيعة وتعظيمهم لها معلوم للقاصي والداني.
21 0- فكانت موقعة هائلة، وكانت مذبحة عظيمة، سالت فيها الدماء أنهارا، خرج منها سعود وجيشه ظافرين، ودخل كربلاء وهدم القبة العظيمة، بل الوثن الأكبر المنصوب على ما يزعمون من قبر الإمام الحسين بن على رضي الله عنهما، وأقر الله تعالى بهدمها عين الإمام الحسين وعيون الموحدين الذين يتبعون شرعة جد الحسين أشرف الخلق محمد صلى الله عليه وسلم ورضي الله عن الحسين وآله الطاهرين.
211 - ويعلم الله كم تتأذى روح الحسين وروح الطيبين من آل البيت بهذه القباب التي حورب بها الله ورسوله، وكيد بها للإسلام وأهله، وقُصد بها إحياء ما أمات رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وعليٌّ وعترته وبنوه رضي الله عنهم، وتشبه فاعلوها باليهود والنصارى الذين لعنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل حياته وقبل موته بخمس، كما روى البخاري وغيره عن عائشة رضي الله عنها قالت لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصة على وجهه، فإذا اغتمَّ كشفها فقال، وهو كذلك: "لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد"، قالت عائشة رضي الله عنها: يحذر ما صنعوا ولولا ذلك لأُبرز قبره وروى مسلم في صحيحه عن أبي الهياج الأسدي "أن عليا رضي الله عنه قال له: أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن: أن لاتجد قبرا مشرفاً إلا سويته، ولا تمثالاً إلا طَمَسْتَه".