كل ذلك من ثمرات شجرة التقليد الخبيثة لعنها الله.
98 - وأنا مؤمن كل الإيمان أن مقلدة زمننا لا يقلدون الأئمة الأربعة: مالكا، وأبا حنيفة، والشافعي وأحمد رضي الله عنهم. بل ولا يقلدون تلاميذهم، ولا الطبقة الثانية من تلاميذهم. وإنما يقلدون الشروح والمتون والحواشي التي هي حُثالة آراء المتأخرين التي ليس فيها بعد التمحيص إلا سواداً في بياض فحسب. ويا حبذا ألف مرة لو أنهم تركوا هذه الكتب ورجعوا إلى الأمهات والأصول التي هي من قول الأئمة أنفسهم، أو من كلام تلاميذهم، إذن لبثت فيهم هذه الكتب روح الفقه والتدبر مستقلين وكوَّنت فيهم ملكة العلم الصحيح لا العلم التقليدي الذي هو كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء، حتى إذا جاءه لم يجده شيئا.
99 - من أجل هذا كان من أعظم ما يعنى به الأنبياء وورثتهم هو محاربة هذا التقليد وتحرير العقول من سلاسله. والمأثور عن الأمة الأربعة وغيرهم من علماء السلف الصالح من ذلك شيء كثير.
1 00-واقرأ أن شئت مقدمة المزنى لمختصره لكتاب الأم، وكتاب جامع العلم لابن عبد البر، ورسالة رفع الملام عن الأئمة الأعلام لشيخ الإسلام ابن تيمية، وإعلام الموقعين لابن القيم، والرد على من أخلد إلى الأرض وأنكر أن الاجتهاد في كل عصر فرض، للجلال السيوطي، ومحاورات المصلح والمقلد، لأستاذنا زعيم السلفيين السيد رشيد رضا رحمة الله عليهم جميعاً وتفسيره الذي هو أنفع التفاسير.
1 0 1 - وتلك سنة العلماء المخلصين في حرب التقليد. فهذا شيخ الإسلام