فلقي الشيخ عبد الله بن إبراهيم بن سيف من آل سيف رؤساء بلد المجمعة، من قرى سدير أحد أقاليم نجد- فأنس بهذا الشيخ واطمأنت نفسه إليه، وأخذ نفسه بملازمته. فانتفع به كثيرا، وأحس الشيخ عبد الله بن إبراهيم بمثل ذلك فأحب الشيخ محمدا وكان به حفيا، وبذل جهدا كثيرا في تثقيفه وتعليمه. وتلازما في المسجد والدار، وكل مكان.

86 -ولقد كان من أكبر عوامل توثيق الروابط بينهما وتمكين المحبة: أن كان الشيخ عبد لله بن إبراهيم آل سيف يشارك الشيخ محمدا أفكاره ومبدأه في عقيدة التوحيد، والتألم مما عليه أهل نجد وغيرهم من عقائد وأعمال باطلة؛ ويود لو يجد عنده من القوة ما يجاهدهم به.

87 - يدلنا على هذا قول الشيخ "كنت عند الشيخ عبد الله يوما، فقال لي: أتريد أن أريَك سلاحا أعددته للمجمعة؟ قلت: نعم. فأدخلني منزلا عنده فيه كتب كثيرة، وقال: هذا الذي أعددنا لها".

88 - أخذ الشيخ كثيرا من العلم عن الشيخ عبد الله واستفاد من مصاحبته فوائد عظيمة. فقد أجازه الشيخ عبد الله من طريقين: أحدهما من طريق ابن مفلح عن شيخ الإسلام أحمد بن تيمية عن شمس الدين ابن أبي عمر عن عمه موفق الدين بن قدامة عن الشيخ عبد القادر الجيلاني عن القاضي أبي يعلى المرداوي عن ابن حامد، عن الخلال، عن الإمام أحمد رحمة الله عليه ورضوانه.

89 - والثاني: من طريق عبد الرحمن بن رجب عن العلامة أبي شمس الدين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015