وكلها من أعظم ما يكون خطرا، وأكثر ما يكون وقوعا، فينبغي للمسلم أن يحذرها ويخاف منها على نفسه، نعوذ بالله من موجبات غضبه وأليم عقابه، وصلى الله على خير خلقه محمد وآله وصحبه وسلم.
18- وقال في كتاب كشف الشبهات:-
"اعلم رحمك الله أن التوحيد هو إفراد الله بالعبادة، وهو دين الرسل الذين أرسلهم إلى عباده، فأولهم نوح عليه السلام، أرسله الله إلى قومه لما غلوا في الصالحين وَدًَّا، وسُواعَ، وَيغُوث، وَيَعُوق، ونَسْرًا.
وآخر الرسل محمد صلى الله عليه وسلم وهو الذي كسر صور هؤلاء الصالحين أرسله الله إلى قوم يتعبدون، ويحجون، ويتصدقون، ويذكرون الله، ولكنهم يجعلون بعض المخلوقات وسائط بينهم وبين الله، ويقولون: نريد منهم التقرب إلى الله، ونريد شفاعتهم عنده: مثل الملائكة وعيسى وأمه مريم، وأناس غيرهم من الصالحين وغير الصالحين، فبعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم يجدد لهم دين أبيهم إبراهيم، ويخبرهم أن هذا التقرب والاعتقاد، وهو محض حق الله، لا يصلح منه شيء لغير الله.
19- ثم أخذ الشيخ يشرح هذه القاعدة ويبسطها بذكر الآيات القرآنية التي فيها حكاية اعتراف المشركين بأن الله هو خالقهم ورازقهم وحده، وأنه سبحانه لم يقبل ذلك منهم حتى يكون مقرونا بتوحيد الالهية الذي هو إفراد العبادة والدعاء، والذبح، والنذر، والحلف لله وحده، وضرب الأمثال لذلك بما عليه أكثر الناس اليوم، وذكر اعتراضاتهم وأجاب عنها واحدا واحدا، بعبارة سهلة لطيفة، قريبة إلى عقل العامي وفكره.