بها إلى أوج العز ومنتهى القوة، فكان لسماعه ذلك الثبت من أبيه، وأمه، وإخوته، والمشايخ، وغيرهم من كل من مسه شرر هذه الفتن والدسائس والخطوب:- أثره في رسم خطته في بناء ذلك الملك الذي شيده على أساس الدين، والحكمة، واستلال الحقد من القلوب، حتى سلمت وكانت قلبا واحدا، وكلمة واحدة، ويدا واحدة، وروحا واحدة، هي روح الجامعة الإسلامية تحت راية التوحيد"لا آله الله محمد رسول الله".
276 - أن الله تعالى قد اصطفاه، وآتاه بسطة في الجسم والعقل والعلم، فهو أفخم من رأيت من الرجال، قامة مديدة، وأكتاف عريضة، وصدر رحب، وجسم كله قوة؛ وكله نشاط وحركة. وعقل قوى، وجنان ذكي وفكر متوقد، وبديهة حاضرة، وقلب يسع كل الرجال والحوادث فلا يتزلزل، ولا يهن ولا يضعف بشيء منها، فهو كالجبل الراسي. ولسان فصيح ومنطق قوى، وقول يصيب المحز، وحكم رائعة، وبلاغة تفحم السامع، وتقوده بخيط من حرير، فإذا هو طوع هذا الخطيب العظيم. ويد سخية، لا تعرف للمال قيمة إلا ادخار المثوبة عند الله، ثم امتلاك أعناق الرجال وقلوبهم، فهو لا يعرف "لا" ولا يخطر في باله أن يقولها لأي سائل، ولا أن يرد بها على أي مسترفد فضله، أو مجتد من كرمه، اللهم إلا فيما ينال من كرامة دينه، أو ملكه أو نفسه. سمعته يوما-وقد دخل عليه البطل خالد بن لؤي رحمه الله عليه، وعقب إطفاء فتنة الدويش- يقول له: اسمع يا خالد اسمعوا يا الاخوان، أنا عندي أمران لا أتهاون في شيء منهما ولا أتوانى في القضاء على من يحاول النيل منهما ولو بشعرة: الأول كلمة