الإخوان زحفهم إلى مكة، فقام عقلاء الحجازيين على الحسين وأرغموه على الخروج من مكة حتى لا يقع فيها حرب، ويدخلها الإخوان آمنين. فجمع أمواله ومتاعه، وخرج إلى جدة، ودخلها الشريف خالد والأخوان محرمين معتمرين، في نصف ربيع الأول سنة 1343 ونادوا في الناس بالأمان وأن لا يخاف أحد على نفسه، مادام متبعا لأحكام الإسلام.
260 - واضطر الحسين تحت ضغط الحجازيين على النزول عن الملك لولده الأكبر علي بن الحسين في يوم 6 ربيع الأول سنة 1343، ثم رحل بما جمع من أموال الحجازيين وغيرهم ظلما، إلى العقبة، ثم بعد أيام رحل على بارجة انجليزية إلى قبرص، حيث مات بها في سنة 1352 ونقلت جثته إلى القدس فدفن فيها، وجاء الملك عبد العزيز إلى الحجاز، في جمادي الأولى وأبى رحمةً بالحجاز وأهله وضيوفه إلا إخراج الهاشميين من الحجاز مرة واحدة ثم يحكمِّ المسلمين في مصير الحجاز، لأنه لا غاية له فيه ولا مطمع. وزحف على جدة في جمادى الآخرة. فحاصر الملك علياً في جدة أحد عشر شهرا انتهت بتسليم الملك على وسفره من الحجاز إلى بغداد في 24 ديسمبر سنة 1925 وبذلك دخل الحجاز كله تحت الراية السعودية الإسلامية السعيدة.
261 - وكتب الإمام عبد العزيز إلى العالم الإسلامي أن تبعث كل حكومة وهيئة إسلامية مندوبين من قبلها لتقرير مصير الحجاز وحكومته، فلم يرد عليه إلا جمعية الخلافة الإسلامية في الهند. وتبين بعدُ أنه كان لمندوبيها غرض لا يتفق مع الشرف الإسلامي ولا مع قداسة الحجاز.
262 - لما طال الحصار على جدة اشتد الضيق على أهلها، وعرف