المطلب الأول: بيان أن الصراع بين الحق والباطل من سنن الله الجارية منذ خلق الله الإنسان وإلى يوم القيامة
لقد كرم الله الإنسان فخلقه بيده، وأسجد له ملائكته، وعلمه الأسماء كلها، وأعطاه العقل الذي يعرف به الخطاب، ويطلب به الأسباب، ويستفيد مما سخره الله له على وجه الأرض.
قال الله تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً} [الإسراء:70] .
وهبط آدم أبو البشر -عليه السلام- إلى الأرض عارفاً بربه، عالماً بما يجب له، مؤمناً نقياً مغفوراً له، واصطفاه الله بالنبوة والوحي.
قال تعالى: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [البقرة:37] .
وعاش البشر الذين تناسلوا من آدم وحواء مدة من الزمن على دين أبيهم، وكانوا أمة واحدة على التوحيد ودين الحق كما قال تعالى: