إلى كل خير، فالعالم مملكة الله، وكل ما فيه من آثار رحمة الله، والإنسان خليفة الله، خٌلِق لعبادة الله، وتحمل أمانة الله، والحياة هبة من الله، والموت قدر من الله، والدنيا مزرعة لطاعة الله، والآخرة موعد الحصاد، والجزاء من الله، والسعيد من اهتدى بهدى الله، والشقي من أعرض عن ذكر الله.

والإنسان مبتلى ومسئول في هذه الدار الفانية، ليصقل ويعد للخلود في تلك الدار الباقية، والموت هو القنطرة التي تصل بين الدارين"1.

وحيث إن خلق الإنسان ليس للإنسان أثر فيه، وبما أن المصير والمنتهى ثمرة ونتيجة لسعي الإنسان في الدنيا متوقف على مدى تحقيقه للغاية التي من أجلها خلق، فلذلك كانت معرفة الغاية والحكمة من خلق الإنسان مطلباً أساسياً في سلوك المسلم واستقراره النفسي.

والإسلام يجعل غاية الإنسان وهدفه الأساسي هو حسن الصلة بالله تبارك وتعالى، والحصول على مرضاته بالقيام بالعبودية الخالصة، فهذه غايته ومنتهى سعيه وأمله، {يَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ} [الانشقاق:6] .

والكدح المجدي الذي ينتهي بصاحبه نهاية سعيدة هو القيام بحق الله، وهو عبادته وحده لا شريك له.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015