أو إلى تطلب الحق في غير محله، ومن غير أهله، وفي ذلك وقوع في الأفكار الفاسدة، أو في مصائد المفسدين التي يستدرجون بها أهل الخير إلى مهاوي الرذيلة والضلال ...
إذا تقرر ذلك، فإن طمأنينة القلب وسكونه تعني غناه وركونه إلى الإيمان وعقائده وشرائعه، فلم يعد فيه قلق أو حيرة في أي مطلب علمي تدفعه إلى طلب الحق فيه من غير الوحي المبارك، وليس في قلبه مرض يميل به إلى الفاحشة أو مواردها حيث حبب الله إليه الإيمان وزينه في قلبه، وكره إليه الكفر والفسوق والعصيان، فهو مطمئن سليم. فالطمأنينة إذاً هي غنى القلب الذي يتحصن به المؤمن من كل شر فكري يؤثر في عقائده، أو عاطفي يخل بعواطفه وإرادته.
سبب طمأنينة القلب:
طمأنينة القلب وسكون النفس قضية تهم البشر جميعاً، فكل إنسان يبحث عن هذا الأمر، لذا كثر كلام المفكرين قديماً وحديثاً عن أسباب الطمأنينة وكيفية حصولها، واختلفوا في ذلك اختلافاً واسعاً، كعادتهم في كل القضايا الرئيسية الهامة.
والقرآن الكريم أنزله الله على رسوله صلى الله عليه وسلم هادياً للبشرية إلى الحق في جميع نواحي الحياة {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء:9] .
{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى