الشرك والعقائد الباطلة، وإظهار العدواة والبغضاء لهم.
وفي قوله: {حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} بيان لغاية الكفر بالطاغوت وأنها مستمرة ما دام الكافر على كفره، لا حد لها إلا رجوعه عن باطله.
فالكفر بالطاغوت والبراءة من الشرك وأهله أساس هام للإيمان بالله، وخطوة مقدمة لتطهير القلب، وتهيئته لاستقبال الإيمان وعقائده المباركة.
الأساس الثاني: الإيمان بالغيب
الإيمان بالغيب هو حقيقة الإيمان بالله وتصديق المرسلين.
وقد ذكره الله في مطلع سورة البقرة أول وأهم صفة يتميز بها المتقون. قال تعالى: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [البقرة:1-3] .
والغيب: هو كل ما غاب عنك من شيء.
والإيمان به هو: التصديق والإقرار1.
قال ابن جرير -رحمه الله- في بيان المراد بالإيمان بالغيب: "الإيمان كلمة جامعة للإقرار بالله وكتبه ورسله، وتصديق الإقرار بالفعل" 2.