والدوافع للقلق كثيرة، أهمها الخوف من حصول مكروه أو فوات محبوب، ومنها الشوق فإذا اشتاق العبد لشيء قلق من أجله واهتم له، ومن هذا النوع الشوق إلى المعرفة.
وهناك نوع من القلق لم يجد له علماء النفس سبباً معروفاً، وهو عبارة عن انزعاج واضطراب القلب يصحبه حزن وكآبة وضيق صدر، وقد انتشر هذا النوع انتشاراً واسعاً في السنوات الأخيرة، كشفت ذلك بعض الدراسات المتخصصة1، وهذا النوع من القلق معروف سببه لدى أهل الإيمان، فمرجعه إلى مخالفة الفطرة، وذلك أن الإنسان مجبول على الركون إلى الخير والحق والاطمئنان له، والقلق من الشر والضيق به.
فهذا النوع إذاً مرده إلى قيام الكفر أو الشرك أو النفاق أو المعاصي بالإنسان، واستمراره عليها.
وسوف أتكلم عن نوعين من أنواع القلق لما لهما من أثر في جنوح الفرد إلى الأفكار الخبيثة المخالفة للحق.
النوع الأول: القلق الناتج عن الشوق للمعرفة.
النوع الثاني: القلق الناتج عن مخالفة الفطرة بالشرك أو المعاصي.