الهداية إلى صراط الله المستقيم تتم بإرادته وخلقه سبحانه، فحياة القلب تبدأ بفعل يفعله الله به، وبين ذلك سبحانه بقوله: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأنعام: 125] .
فبين سبحانه أنه من أراد هدايته فإنه يقذف نور الإيمان في قلبه، فينشرح له القلب بالقبول والإذعان1.
وفعل الله هذا جار على مقتضى علمه وحكمته سبحانه، فهو يعلم ما العباد عاملون، وإلى أي حال صائرون، كما اقتضت حكمته أنْ يجازي كلا منهم بما يتناسب مع عمله، وما جاء به من السبب، فمن اهتدى وسلك أسباب الهداية هداه.
كما قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ