المصر عل الكبائر، كالقتل والظلم وقطع الطريق والزنا والربا أو غير ذلك كما قالته المرجئة وردت أحاديث الوعيد، بل نؤمن أن الله تعالى يخرج من النار من في قلبه أدنى وزن ذرةٍ من إيمان برحمته وكرمه وشفاعة نبيه وغير ذلك.
فشفاعته لأهل الكبائر من أمته، وشفاعته نائلةٌ من مات يشهد أن لا إله إلا الله. فمن رد شفاعته ورد أحاديثها جهلاً منه، فهو ضالٌ جاهل قد ظن أنها أخبار آحاد، وليس الأمر كذلك، بل هي من المتواتر القطعي، مع ما في القرآن من ذلك. قال الله: {من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه} ، وقال: {ولا يشفعون إلا لمن ارتضى} وقال: {ولا تنفع الشفعة عنده إلا لمن أذن له} ، وقال في حق الكفار: {فما تنفعهم شفاعة الشافعين} .
فمفهوم أن غير الكفار تنفعهم شفاعة الشافعين، فشفاعات نبينا صلى الله عليه وسلم سبعة:
فأولها: شفاعته الكبرى العامة في الخلائق، الخاصة به حين يرغب الخلق إليه، فيشفع في أهل الموقف ليقضى بينهم، وذلك هو المقام المحمود الذي يغبطه به الأولون والآخرون.