اثاره الفوائد (صفحة 667)

عليك من ربك الله الصلاة كما ... منا عليك السلام الطيب الزاكي

المشيخة التي لشيخنا الإمام

العلامة حجة الإسلام، طراز العلماء رباني الأئمة برهان الدين، أبي إسحاق إبراهيم بن شيخ الإسلام تاج الدين أبي مُحَمَّد عبد الرحمن بن إبراهيم بن سباع بن ضياء الفزاري البدري الشافعي نضر الله وجهه، عن مائة شيخ من شيوخه بالسماع، في ثلاثة عشر جزءا، سمعتها عليه بقراءة الحافظ البرزالي، في سنة أربع عشرة وسبع مائة، ثم قرأتها عليه غير مرة، وخرجت له أيضا ثلاثة أجزاء من عوالي حديثه، وقرأتها عليه مرات عديدة أيضا، وكان مولد شيخنا هذا سنة ستين وست مائة، وسمع الكثير في صغره بإفادة عمه شيخنا العلامة شرف الدين أبي العباس وعلى والده، ودرس وأفتى في حياته ثم باشر تدريس المدرسة الباذرائية وحلقة الإقراء للعلوم بجامع دمشق بعده إلى أن توفي رحمه الله، ونفع الله به من الطلبة أمم كثيرين، وكان إمام في مذهب الشافعي، ونقله والمعرفة بدقائقه لا يلحق في ذلك، كثير الإفادة في علوم أخر، زاهدا عابدا ناسكا، ساكنا، وقورا حسن البشر، كثير التواضع واسع المكارم نزه النفس، قائما بوظائفه الدينية، التي لا يبرح منها من العبادة والاشتغال بالعلم وتعليم الطلبة، وعيادة المرضى وقضاء حقوق الناس والإفضال عليهم، مع ضعف البنية وقلة المأكل وخشونة الملبس، وبالجملة فما رأى مثل نفسه في جميع صفاته، ولقد جاءته الدنيا غير

مرة فيأباها، فعرض عليه أولا وكالة بيت المال فامتنع، ثم ولي خطابة دمشق فباشرها أياما يسيرة ثم تركها، وألح عليه فيها فامتنع، ثم عرض عليه قضاء دمشق وسعى إليه جميع أهل البلد، من الوزير ومن دونه ومشايخ، أهل العلم جلس الكل بين يديه يسألونه وهو يمتنع، وبالله ما رأيت العلم في يوم أعز منه في ذلك اليوم، فرضي الله عن ذلك الوجه ونضره، ثم السبيل إلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015