بأنفس بدلت في الخلد إذ بذلت ... عن صدق بذل ببدر أكرم البدل
من كل مهتصر لله منتصر ... بالبيض محتصر بالسمر معتقل
يمشي إلى الموت عال الكعب معتقلا ... أصمى الكعوب كمشي الكاعب الفضل
قد قاتلوا دونك الأقيال عن جلد ... وجالدوا بجلاد البيض والجدل
وصلتهم وقطعت الأقربين معا ... في الله لولاه لم تقطع ولم تصل
وجاء جبريل في جند له عدد ... لم تبتذلها أكف الخلق بالعمل
بيض من العون لم تستل من غمد ... خيل من الكون لم تستن في طيل
ومنها أيضا:
ويوم مكة إذ أشرقت في أمم ... تضيق منها فجاج الوعث والسهل
خوافق ضاق ذرع الخافقين بها ... في قاتم من عجاج الخيل والإبل
وجحفل قذف الأرحاء ذي لجب ... عرمرم كرهاء السيل منسجل
وأنت صلى عليك الله تقدمهم ... في بهو إشراق نور منك مكتمل
تسمو أمام جنود الله مرتديا ... ثوب الوقار لأمر الله ممتثل
خشعت تحت بهاء العز حين سمت ... بك المهابة فعل الخاضع الوجل
وقد تباشر أملاك السماء بما ... ملكت إذ نلت منه غاية الأمل
والأرض ترجف من زهو ومن ... فرق والجو يزهو أشواقا من الجذل
الملك لله هذا عز من عقدت ... له النبوة فوق العرش في الأزل
ومنها:
ألست أكرم من يمشي على قدم ... من البرية فوق السهل والجبل
وأزلف الخلق عند الله منزلة ... إذ قيل في مشهد الأملاك والرسل
قم يا مُحَمَّد واشفع في العباد وقل ... يسمع وسل تعط واشفع عايدا وسل
والكوثر الحوض يروي الناس من ظمأ ... يرح وينقع منه لا عج الغلل