تبرعا واحتسابا، ثم تصدى في آخر عمره نحو بضع عشرة سنة، للإسماع الدائم، فحدث بما لا يدخل تحت حصر الطالب له، ووقف داره دار الحديث، ووقف على المحدثين عدة أملاك له، وخرج له أيضا المحدث مُحَمَّد بن طغريل معجما حافلا في سبع مجلدات، كل مجلد عشرة أجزاء حديثية، وحدث به ولم يتفق لي سماعه منه، بل سمعت عليه وقرأت الكثير، كما تقدمت الإشارة إلى جملة وافرة منه تغمده الله برحمته ومما ينبغي ذكره هنا أن الإجازة الأصبهانية التي تقدمت الإشارة إليها، وفيها ذكر جملة من شيوخنا، منهم سليمان بن حمزة الحاكم، وَمُحَمَّد بن أبي العز بن مشرف، وإبراهيم بن علي الحبوبي، وعلي بن مُحَمَّد بن هارون، وفاطمة بنت سليمان الأنصاري، وغيرهم ممن أجاز لي مروياته، وفيها أيضا ذكر شيخنا هذا، وأبي نصر الشيرازي الآتي ذكره على جهة الإجمال وغيرهم، قد كتب فيها بالإجازة جماعة من شيوخ أصبهان، وعددوا جملا من مروياتهم العالية، فنشير إلى بعضها لما فيه من الفائدة، لمن أراد روايتها وإن كان بإجازات متعددة، وإن لم يكن من شرط هذا الكتاب، فمنهم: عبد الأعلى بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الرستمي القطان، كتب بخطه فيها أن من مسموعاته كتاب مسند الحارث بن أبي أسامة سمعه من مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مسلم بن الجنيد الصوفي، بسماعه من أبي علي الحداد، عن أبي نعيم الحافظ، عن أبي