أنشدنا أبو بكر بن دريد لنفسه:
رب أخ كنت به مغتبطا ... أشد كفي بعرى صحبته
تمسكا مني بالود ولا أحسبه ... يغير العهد ولا يحول عنه أبدا
ما حل روحي جسدي ... فانقلب الدهر به
فرمت أن أصلح ما ... أفسد فاستصعب أن يأتي طوعا
فتأنيت أرجيه فلما ... لج في الهجر أبا ومضى منهمكا
غسلت إذ ذاك يدي منه ... ولم أسى على ما فات منه
وإذا لج بك الأمر الذي تطـ ... ـلبه فخل عنه ويأتي غيره
ولا تلج فيه فتلقى عنتا ... وجانب الغي وأهل الفندا
واصبر على حادثة ... إن جال الدهر بها
علي فالصبر أحرى بذوي اللب وأفهامهم ... وقل من صابر ما فاجأه الدهر به
ألا سيلقى فرجا ... في يومه أو في غده
وقد سمع شيخنا بهذا السند، مشيخة الشيخ أبي الفرج بن الجوزي، وسمع أيضا كتاب مثير العزم الساكن إلى أشرف الأماكن له من أحمد بن عبد الدائم بسماعه منه، وغير ذلك من الكتب الكثيرة رحمة الله عليه.