أنشدنا إبراهيم بن مسعود الإلبيري لنفسه:
تمر لداتي واحدا بعد واحد ... وإنما أني بعدهم غير خالد
وأحمل موتاهم وأشهد دفنهم ... كأني بعيد عنهم غير شاهد
فها أنا في علمي بهم وجهالتي ... كمستيقظ يرنوا بمقلة راقد
أنشدنا البارع أبو مُحَمَّد عبد الكريم بن علي القرشي لنفسه:
سهام المنايا تلحق الكل بالبعض ... وتعلمنا أن ليس باق على الأرض
ونطق الفتى يبدي لنا الوعظ معلنا ... ولكننا نلتذ بالعيشة الخفض
نساعد أهواء النفوس وإنما ... حصول المنى كالحلم يمضي مع الغمض
فطاعة أمر النفس تذهب بالتقى وتنهى ... خطى الطاعات عن صلة الركض
نواصل ما يقصي عن الخير بعضه ... ونبرم ما إبرامه غاية النقض
ونجهد في إدراكنا ما نحبه ... ومن حقنا إبدالنا الكل بالبعض
ومن كان مشغولا بتحصين نفسه ... فلا يعتمد أخراه بالنبذ والرفض
أنشدنا أبو العباس أحمد بن عمر بن معاند التميمي لنفسه:
سقا الله صوب المزن أرضا يحلها ... هوى لضميري ما حييت به شغل
سوى إذا لم أحظ منه بنظرة ... لدي من الدنيا القطيعة والوصل
ألما على أني به ذو صبابة ... وما علموا مقدار ما منه لي يحلو
وهل هو إلا من به قد تضمنت ... شفا من الوجد المبرح منهل
إذا لم يكن إلا رضايا ... وسخطهم فحكم من الأيام ما بيننا عدل
وماذا على مثلي إذا نال بغية ... وملبسه فيها النباهة والفضل
بقلب تحلي جوهر الفهم جيده ... وأجيادهم من كل صالحة عطل