وقد تشاغل الناسُ بأحزاب وأوراد وأذكار زعم بعض الناس أن لها مزية، ولم يثبت ذلك شرعًا، فعلى المسلم أن يعتقد أن تلك المزية لا يعتد بها؛ لأنها غير ثابتة شرعًا. وما لم يثبت شرعًا فليس من الدين في شيء؛ لأن الدين هو ما أنزله الله عزَّ وجلَّ على رسوله محمد - صلى الله عليه وسلم - فبلَّغه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وتكفَّل الله عزَّ وجلَّ بحفظه، فحفظته الأمة حفظًا تقوم به الحجة، فما ليس كذلك، فليس من الدين في شيء.
فمن سوَّل له الشيطان أن يتشاغل بشيء من ذلك عن العبادات الشرعية، والأعمال النافعة، فقد خاب؛ فإن الشيطان يسعى بصرف الناس عن تلاوة القرآن والأذكار الثابتة شرعًا، كالصلاة الإبراهيمية على النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، ونحوها، وعن أعمال الخير كالسعي في مصالح الأهل وغيرهم من المسلمين، والعمل فيما ينفع المسلمين، أو فيما ينفع العامل من الحلال. فهو يصرف الجهّال عن ذلك كله بما ليس من الدين في شيء، حتى لا ينتفعوا في دينهم ولا دنياهم، بل يقعون في البدع المهلكة.
والحاصل: أن كل عمل يعمله الإنسان راجيًا للثواب أو البركة إن كان ثابتًا شرعًا أنه مشروع يُرجى منه ذلك الثواب فهو حقّ وإلا فهو باطل. وكثيرًا ما يقع الإنسان بعمله تلك الأعمال التي لم تثبت شرعًا في الشرك، كما يعلم مما تقدم.
****